[B]شاهد العالم على الهواء مباشرة صعود المغامر النمساوي فيليكس بوغمارتنر وقفزته الشهيرة من حدود الفضاء الخارجي، لكن الكاميرات عجزت عن ملاحقة مشاعره الداخلية وما كان يحدِّث به نفسه أو يراه أثناء تلك اللحظات المثيرة.
سيكون هناك الكثير عند فيليكس ليقوله على مدار الأيام المقبلة، ومما قاله “عندما نقف هناك عند قمة العالم، نشعر بتواضع كبير. وكل ما نتمناه هو العودة أحياء. أحياناً علينا أن نصعد عالياً جداً لندرك كم أننا صغار”.
وكان المغامر النمساوي فيليكس نجح يوم الأحد الماضي كأول إنسان يخرق جدار الصوت خلال سقوط حر، بعد أن انطلق من كبسولة مثبتة بمنطاد من الهيليوم على ارتفاع قياسي تجاوز 39 ألف متر فوق ولاية نيومكسيكو، في قفزة تابعها ملايين البشر على الهواء مباشرة.
وأظهر رباطة جأش خلال الصعود الذي لم يشبه سوى مشكلة بسيطة في التدفئة كانت تسبب له غباشاً في الرؤية بسبب تشكل البخار على الزجاج.
وبعد بلوغه ارتفاع 39 ألف متر وإجرائه سلسلة عمليات للتأكد من عمل الأجهزة، ألقى الرجل نفسه في الفراغ ورأسه إلى الأمام بهدف بلوغ أقصى سرعة ممكنة.
وقال بومغارتنر “القفز من الكبسولة كان ممتازاً، لكنني بعد ذلك بدأت أشعر بأنني أهتز بقوة”.
وأضاف “قلت لنفسي إنني سأنجح في السيطرة على القفزة، لكن عندما ارتفعت السرعة أصبح الأمر عنيفاً، وخلال ثوان اعتقدت أنني سأفقد وعيي”.
وتابع قائلاً “لحسن الحظ تمكنت من وقف هذا الأمر، كان صعباً جداً، أصعب بكثير مما كنا نظن”.
وأوضح بومغارتنر أنه لم ينتبه إلى خرقه جدار الصوت، وقال “لم أسمع صوت جدار الصوت. أعتقد أن الأمر جرى ورائي”.
وبعد أربع دقائق وعشرين ثانية من الاستسلام التام لقانون الجاذبية، فتح بومغارتنر مظلته وحط على الأرض بسلام.
وروى بومغارتنر المشاعر التي اختلجته عندما خرج من باب الكبسولة على ارتفاع 39 ألفاً و45 متراً فوق صحراء ولاية نيومكسيكو في الولايات المتحدة.
وقال المغامر النمساوي لتلفزيون بلاده “لدي انطباع بأن ثقلاً من عشرين طناً قد أزيل عن كاهلي، فأنا أتحضر لهذه القفزة منذ سبع سنوات”.
وأوضح ما قاله عندما كان يقفز في الهواء، بعد أن جعل عطل في الصوت كلامه المنقول على الهواء عبر العالم غير مفهوم.
وتمكن بومغارتنر البالغ من العمر 43 عاماً، من خرق جدار الصوت بعد عشرات الثواني على قفزه من الكبسولة المثبتة بالمنطاد.
واستغرقت التمارين على هذه القفزة خمس سنوات، وكان الخطر الأكبر المحدق به هو أن يفقد السيطرة ويبدأ بالدوران حول نفسه، ما يؤدي إلى فقدانه وعيه.
وشملت التمارين قفزتين، واحدة من ارتفاع 21800 متر، والثانية من ارتفاع 29600 متر.
ويأمل فريق “رد بول ستراتوس ميشن” المنظم للقفزة والمكون من 100 شخص، أن تساهم هذه القفزة في الأبحاث الطبية في مجال الطيران، وأن يستفيد منها رواد الفضاء وأيضاً كل من يرغب في السياحة في الفضاء مستقبلاً.
وتمكن الملايين من متابعة هذه القفزة بفضل 35 كاميرا مثبتة على الأرض وفي الجو، من بينها كاميرات مثبتة في سترة فيليكس.[/B]