أكد السفير المصري الدكتور بدر عبد العاطي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن فوز مصر أمس برئاسة المكتب التنفيذي لمنظمة اليونسكو المعنية بالتربية والعلوم والثقافة في الأمم المتحدة يعد نصرا آخر للدبلوماسية المصرية بعد انتخاب مصر منذ أسبوعين لعضوية هذا المجلس.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده المتحدث باسم الخارجية اليوم السبت لإعلان قرارات الحكومة المصرية بشأن العلاقات مع تركيا.
وأضاف السفير بدر أن مصر الآن ترأس هذا المجلس الذي يعتبر أحد أهم آليات صنع القرار داخل منظمة اليونسكو، موضحا أن هذا الفوز جاء بجمع الأشقاء العرب بالحصول على أعلي نسبة من الأصوات داخل المجلس.
ونوه بأن هذا يعكس بطبيعة الحال الدور الريادي والحضاري لمصر التي تستعيد عافيتها وتمارس دورها الإقليمي سواء في محيطها العربي أو في المحيط شرق أوسطي أو الأفريقي أو على المستوى الدولي.
وردا على سؤال حول مدي تأثر علاقات الشعب المصري والتركي بعد قرار طرد السفير التركي بمصر وتخفيض مستوي التمثيل الدبلوماسي في تركيا، أكد السفير بدر أن العلاقات الرسمية تتأثر بالفعل لأن هناك خفضا نهائيا لمستوي الأعمال وهناك نقل نهائي للسفير المصري بأنقرة إلى القاهرة ولن يعود، وهناك أيضا مطالبة باستدعاء السفير التركي بالقاهرة من قبل السيد مدير إدارة المراسم بالخارجية لإبلاغه بأنه شخص غير مرغوب فيه ومطالبته بمغادرة البلاد.
وأضاف أنه فيما يتعلق بالعلاقات مع الشعب التركي فإن مصر تكن كل الاعتزاز والتقدير للشعب التركي وهناك روابط تجمعنا بالشعب التركي إلا أنه لا يمكن السكوت والصمت على هذا المسلك من جانب الحكومة التركية والتصريحات المتكررة لرئيس الوزراء التركي التي تمثل تدخلا صريحا وغير مقبول في الشأن المصري.
وردا على سؤال حول ما إذا كان القرار المصري سيؤثر على الجاليتين المصرية والتركية في البلدين، قال السفير بدر عبدالعاطي إنه بطبيعة الحال هذا إجراء في العرف الدبلوماسي يرتبط بمعاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية البلدين، وهي تتيح اتخاذ مثل هذه الإجراءات، مضيفا وبطبيعة الحال الجالية التركية مرحب بها في مصر وهي موجودة ونأمل ألا تتأثر مصالح وحقوق المصريين المقيمين في تركيا.
وردا على سؤال حول الفارق في التعامل المصري مع تركيا وتونس وأسباب عودة السفير المصري إلي تونس، قال المتحدث باسم الخارجية هناك فارق كبير في الحالتين، وتونس دولة عربية شقيقة تربطنا بها هوية مشتركة، مشيرا إلي أنه سبق عقد لقاء يجمع وزيري خارجية مصر وتونس على هامش اجتماعات وزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية.
وأضاف أن لقد سبق أن ذكرنا أن هناك تفاهما على إعادة السفير المصري في تونس على أساس إننا نأمل أن يكون هناك تقدم وتطور في العلاقات بين البلدين والشعبين.. أما فى الحالة التركية، فهي حالة متكررة وتصريحات ومواقف متكررة كما ورد في بيان وزارة الخارجية، واستضافة لتنظيمات تهدف إلي زعزعة الاستقرار في مصر، كما كانت هناك محاولات ومواقف من جانب أنقرة مع أطراف دولية لتدويل الشأن المصري وتم التصدي لها وإجهاضها.
وأكد المتحدث باسم الخارجية أنه تم إعطاء الفرصة من خلال السفير التركي بالقاهرة أكثر من مرة، وقال كل هذه مؤشرات أن هناك مسلكا مرفوضا متكررا، ومواقف ترتبط بالتصريحات، فمن ثم كان من الواجب اتخاذ مثل هذه الخطوات من جانب مصر إزاء استمرار وإمعان القيادة التركية في مواقفها ضد مصر.
يشار إلى أن اليونسكو قد أعلنت فى بيان صحفي اليوم السبت عن انتخاب الدكتور محمد سامح عمرو سفير مصر ومندوبها الدائم لدى المنظمة رئيسا للمجلس التنفيذي لليونسكو لفترة عامين، وسيحل بذلك محل أليسندرا كومينز التي شغلت هذا المنصب خلال عامي 2012 و2013.
وأضافت أن الدكتور محمد سامح عمرو ولد فى عام 1966 بالقاهرة..وهو حاصل على درجة الدكتوراه فى القانون الدولى من مدرسة لندن للعلوم الاقتصادية..كما نال درجة الماجستير فى القانون العام والخاص من جامعة القاهرة.
وأشار البيان إلى أن سفير مصر لدى اليونسكو يجيد اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية..وقام بتأليف العديد من المؤلفات فى مسائل القانون الدولى، ومارس بامتياز مهنته الأكاديمية كأستاذ للقانون الدولى العام فى جامعة القاهرة.
وارتبط عمرو على نحو وثيق بالعمل فى اليونسكو فى عام 2000، ممثلا لمصر فى عدد من اللجان الدولية، وفى المفاوضات الخاصة بمختلف اتفاقيات اليونسكو، ولاسيما تلك التي تخص التراث الثقافي المغمور بالمياه، والتراث الثقافي غير المادي، وتعاطى المنشطات فى مجال الرياضة، فضلا عن حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي.
ويشرف المجلس التنفيذي على تنفيذ البرامج التي اعتمدها المؤتمر العام لليونسكو، وهو المؤتمر العام الهيئة الرئاسية العليا للمنظمة الأممية.
وكانت مصر قد حققت أمس الجمعة انتصارا دبلوماسيا جديدا في الأسبوع الثاني على التوالي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم يونسكو، حيث حصل الدكتور محمد سامح عمرو سفير مصر ومندوبها الدائم لدى اليونسكو على 55 صوتا الانتخابات على رئاسة المجلس التنفيذي في أول جلسة بعد تشكيله الجديد، وشارك في التصويت 56 دولة، وهو ما عبر عنه الجميع بأنها نتيجة غير مسبوقة بالنسبة لانتخابات رئاسة المجلس التنفيذي.
وقال السفير محمد سامح عمرو إنه شرف بترشيح مصر له لرئاسة المجلس التنفيذي بعد غياب مصر عن هذا المنصب لمدة خمسة وثلاثين عاما.. مؤكدا أن انتخابه كرئيس للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو هو امتداد للفوز الكبير الذي حققته مصر الأسبوع الماضي، حيث فازت بعضوية المجلس التنفيذي وحصلت على أعلى الأصوات الخاصة بالمجموعة العربية.
وقوبل فوز السفير المصري بردود فعل إيجابية فور إعلان النتيجة، حيث عبر العديد من سفراء الدول الأعضاء بالمجلس عن تهنئتهم بشكل رسمي، وجاءت كلماتهم تحمل كل التقدير لمصر وحضارتها ومكانتها الدولية.
وألقت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا كلمة بهذه المناسبة عبرت من خلالها عن تقديرها لسفير مصر، وحرصت على أن تتضمن كلمتها عبارات ألقتها باللغة العربية.
كما عبر رئيس المؤتمر العام لليونسكو عن تقديره البالغ لمصر ومكانتها الدولية وثقته في أن تولي السفير المصري لرئاسة المجلس التنفيذي للمنظمة سوف يضيف لليونسكو.
وفور توليه منصبه كرئيس للمجلس التنفيذي، ألقى السفير المصري كلمة أكد فيها على العلاقات الوثيقة التي تربط مصر باليونسكو منذ البدء في مشروع أبو سمبل الذي يعتبر أهم مشروعات اليونسكو منذ تأسيسها، وما تلا ذلك من مشروعات كبيرة مثل إعادة إحياء مكتبة الإسكندرية والمشروعات والبرامج الخاصة بصيانة مواقع التراث العالمي بمصر، ودعمها العديد من برامج التعليم.
من جانب آخر أوضح الرئيس التركي عبد الله جول، أن مصر تشهد مرحلة غير عادية، متمنيا أن يكون ما جرى بين تركيا ومصر عبارة عن وضع مؤقت، وأن تعود مصر قريباً إلى الديمقراطية، على خلفية طلب الحكومة الانقلاب المصرية من سفير الجمهورية التركية في القاهرة مغادرة البلاد،.
جاء ذلك في مجمل رده على أسئلة الصحفيين خلال زيارته لمقر ولاية كيرسون شمال تركيا، مضيفا أن تركيا ومصر هما دولتان كبيرتان تشكلان ضفتي البحر المتوسط.
وشدد غل أن تركيا ومصر قريبتان من بعضهما كأنما لو كانتا تفاحة إنقسمت قسمين، وأنهما ارتبطتا عبر التاريخ بأواصر علاقات متينة، فضلاً عن أن رجال الأعمال الأتراك يقومون بنشاط هام في مصر، ومما لا شك فيه أن ما جرى في مصر مؤخراً سبب لنا الكثير من الألم، وقد صرحنا عن ذلك علناً، وما آمله أن تعود الأمور إلى طبيعتها.