[B]
أكد الدكتور محمد بن يحيى النجيمي الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء وعضو مجمع فقهاء الشريعة أن ترويج النكت عن المحششين والحشيش، هو ترويج للمخدرات ونشر لها، مؤكدًا أن تحسين صورة المحششين وطريقة تعاطيهم والأحوال التي تصيبهم وتحسينها في صورة النكتة والأضحوكة، هو تحسين لفعل محرم شرعًا، ومن نشر الفساد في الأرض، وليس من عمل المصلحين.
وقال: “الله يقول: والله لا يحب الفساد، وحذر العلماء قديمًا وحديثًا من تحسين صورة أهل المعصية، بل حذروا من رؤيتهم، كما قالت أم جريج العابد: أسأل ألا تموت حتى ترى وجوه المومسات، فدعت عليه برؤية المومسات، ومثله سماع حديثهم وكلامهم والنظر في أحوالهم، وهو من مخالطة أهل المعصية، وربما يكون فيه تحسين وتزيين للمعصية، وهو من الفساد”.
وأشار إلى أن “كثيرًا من الناس وقعوا في المخدرات بسبب تحسين صورها في الدراما والأفلام والمسلسلات والغنى السريع الذي تحقيقه يغري السفهاء من الناس فيتقمصون تلك الشخصيات ولا يلتفتون للأضرار الناجمة عنها”.
وأوضح أن “أكثر المدخنين وقعوا في التدخين اقتداء بمن يكبرهم، وأنها علامة الرجولة، والإنسان يلجأ إليها في وقت الغضب والأزمات والبطولات الخارقة المزيفة، فينجرف الشباب وراء التدخين، ثم وراء الإدمان على المخدرات، وربما تعلق نكتة في قلب إنسان حكيت فيتعلق قلبه بالمخدرات، بخاصة في زماننا الذي كثرت فيه الملهيات، وابتعد كثير من الشباب عن المساجد وملازمة العلماء، وظهر ما يسمى بالدرباوية، فأكثر من يدخل فيها هو من باب الإعجاب والتقليد والشجاعات المصطنعة والرجولة المزيفة، فيأتي التندر والتنكيت فيزيّن تلك الصورة، وتعاني منه أسرته ومجتمعه الويلات”.
وأضاف أن التنكيت والكذب فيه حرام، كما أنه من تزيين المعصية للخلق، ولو على سبيل الاستهزاء، فالناس متفاوتة عقلاً وطبعاً، فمنهم من تستهويه النكات، ومنهم من تستهويه الضحكات، لا سيما مجتمع الشباب، والشيطان من وسائله تزيين الباطل والمعصية بتحسين صورتها وبيان فضيلة أصحابها، مضيفاً: “فالحذر الحذر من الوقوع في شراك المعصية، وأن نكون ممن أعان على المعصية، ولو بكلمة، وإن الرجل يتكلم بالكلمة من سخط الله فيهوي بها سبعين خريفًا في نار جهنم”!.[/B]