أنعم الله علينا في هذه الدنيا بنعم كثيرة ومنها نعمة المال فهو بالتأكيد نعمة إذا استعمل في المسار الصحيح والعكس إذا استخدم في معصية أو ما شابهها فهو بالتأكيد نقمة علينا ولا يختلف جازماً على هذا أحد .
لكنه ومع اعترافنا بأنه نعمة عظيمة إلا أن هناك فئات من الناس تضعه في غير محله والصور كثيرة جداً في هذا الأمر وهنا سأذكر صورة واحدة فقط حتى يزداد انتباهنا وتركيزنا ونقرر أخيراً ما إذا كانت صورة سلبية من عدمها وبالتأكيد القرار لكم في نهاية المطاف.
والصورة كالتالي..
تسابق الممدوحين بقصيدة من شاعر مدعو في حفل أو أمسية ما على الدفع له بمبلغ كاش يختلف بحسب استطاعة الممدوح لكنه يثبت المؤشر أحياناً ما بين 500 ريال إلى 1000 ويقفز المؤشر أحياناً ونادراً ما ينخفض المؤشر عندما لا يجد الممدوح في محفظته نقوداً أو سلفة من أحد ويتكرر الدفع أمام الأبصار ما إذا تكرر المدح من قبل الشاعر الذي يسميه البعض أحياناً ""بالشحات"" وعلى امتداد الأمسية والممدوحين يغدون بطاناً ويعودون خماصاً من وإلى الشاعر رغم أن الله ميزهم بالعقول عن الطيور .
والدفع يكون "كاش" على رؤوس الأشهاد ، هذا إضافة إلى المبلغ الذي اشترطه الشاعر مسبقاً وهذه الظاهرة انتشرت بكثرة في الأمسيات والزواجات القبلية وأصبح الحفل أو الأمسية مدحاً صافياً من قبل الشاعر للمدوح الدفيع (الذي يدفع دون تردد) وغير الدفيع يتلاشى تماماً مهما كان مستحقاً للمدح .
وهذا الأمر من وجهة نظري منظر مخجل فهناك من هو أحق بهذه الأموال كالفقراء والمحتاجين والمرضى وما أكثرهم ووسائل البحث عنهم سهلة جداً بل هم حولك فلا يحتاج أحياناً الأمر إلى بحثاً وتنقيباً أم أن حب التباهي والافتخار لدى البعض تغلب على العواطف أو أن الخوف مثلاً من الانتقاد ولّد هذه العادات العجيبة حيث اجتاحت الفقير قبل الغني ، ولو افترضنا ذلك فليس هناك مبرراً لهذه التصرفات مهما كان الأمر .
فالمال نعمة يجب وضعه في مكانه المناسب ولا تنسى أنك ستسأل عن مالك من اين اكتسبته وفيم أنفقته .