الفزعة التي يطلبها المرشحون لعضوية المجالس البلدية لا تختلف عن الفزعة التي يطلبها المرشحون لعضوية الأندية الأدبية ، هذه أو تلك لا تخلوا من الزيف والخداع والعديد من أساليب التحايل للوصول لموقع ليس مؤهلاً ولا جديراً وصول بعضهم إليه .
ومما يسوء الخاطر أنه لم يعد في حسبان الناخب اختيار الأكفأ ، كما أن بعض المرشحين تغيب عنهم المصداقية وخوض غمار الانتخابات بشفافية ونزاهة ، بل يعمد بعضهم إلى إقصاء منافسيهم بأية طريقة حتى وهم يعلمون أن خصومهم أحق وأجدر .
أذكر أنه في دورة المجالس البلدية الثانية تصدى أحد مشايخ القبائل لمهمة تعيين شخص بعينه لدرجة أنه زرع نفسه أمام بوابة ( المدرسة ! ) المقر الإنتخابي ، ليحث أبناء قبيلته ومعارفه لاختيار فلان دون غيره حتى جمع له بغير وجه حق ما يكفيه لتنصيبه شيخ مشايخ شمل أعضاء المجالس البلدية بدون منازع ؟
ونفس الأمر طبقه مدير مدرسة حاثاً طلابه الكبار على ترشيحه وحصل له ما أراد ؟ فيما حضرت القرى وهي على أشكالها تقع لتختار إبن قريتها دون سواه !!؟
أيضا في انتخابات الأندية الأدبية أوعز رئيس نادٍ ونائبه لأبناء قبيلتهما بترشيحهما مجدداً لدورة ثانية ، ومن ثم ترشيح أبناء قبيلتهم فقط وفقط ، والحذر ثم الحذر من تشابه الأسماء واختلاط الوجوه ، إذ يجب التركيز والتفريق ما بين .. ز .. وما بين غ .. على سبيل المثال !!؟
متعلمين بغير علم ؟ وأدباء بغير أدب ؟ ندّعي القيم والمثل والنزاهة والفصاحة والبلاغة وهي بُراء من سوءة أعمالنا وسوء نوايانا ؟
فكيف لنا أن ننجح وننشد الأفضل ونحن من يزرع الفشل ؟
البعض يُريدها ورث له ولأبناءه من بعده ولأحفاده من بعد أبناءه ، والبعض يظن أن لا أحداً أوجه منه وأجدر ليكون في ذلك المنصب الذي جعلوا منه تشريفًا وفخراً لا يستحقه سواهم ، والبعض لا يرى أن . ف ، من تلك القبيلة أحق من .. ط .. الذي هو من قبيلته !!؟
إسقاطات تمارس علناً في مجتمعنا كان يجب أن نربأ بأنفسنا من الإنحدار في غياهب الجهل والتجرد من إنسانيتنا لنصل لمثل هذا المستوى الوضيع الذي يتنافى مع المبادئ والأخلاق وقبل ذلك يتنافى مع تعاليم ديننا الذي يحثنا على النزاهة والأمانة في تعاملنا مع أنفسنا ومجتمعنا .
كيف لي أن أحترم شخصاً أُدرك يقيناً أنه غير نزيه ؟ وكيف أثق في شخص أُدرك أنه لم يصل لموقعه ذاك إلاّ بالغش والخداع الذي مارسه بكل طرق المكر والتحايل !؟.
ما شاهدته وسمعته في مثل هذه الإنتخابات جعلني أزهد فيها وبمن فيها وكل ما فيها .
ما أحقر أن يعيش أحدنا متلبساً بالفضيلة ظاهراً ، بينما داخله مسلوخاً من القيم ؟
في رأيي أن إعادة ترشيح عضو سابق في أي جهة كانت لدورة ثانية أو ثالثة وخاصة المجالس الأدبية والبلدية خطأ فادح ومنزلق خطير نؤسس من خلاله للعنصرية القبلية التي يغلب عليها مجتمعنا ، إلاّ أنه لا يمنع أن تكون هناك إستثناءات للأسماء المميزة ، الأسماء التي تحدث الفارق وتقدم عملاً ناجحاً يخدم المجتمع لا أن تخدم مصالحها الشخصية باسم المجتمع .
على صمان
إعلامي وكاتب
somman11@hotmail.com