ما أن وحد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أجزاء وطنا الغالي اندثرت العصبيات القبلية وبدأت مرحلة تحول من سفك الدماء والتناحر إلى السلم والتسامح والعيش بأمن وأمان وكرامة وعزة وشموخ تحت "راية لا إله إلا الله محمد رسول الله" دستورها القرآن العظيم وسنة نبيه الكريم وشعارها الوحدة الوطنية .
بدأت قيادتنا بخطوات وإصلاحات واسعة كنظرائنا بالدول المتقدمة إلا أننا تميزنا بنهج قويم يكفل حقوق المواطن وكرامته وعزته من خلال المحاكم الشرعية والإدارية وأولت القيادة التعليم جل الاهتمام لتجاوز مرحلة الجهل الذي كان يسيطر على كل المناطق النائية بهدف رفعة المواطن وتعزيز قدراته على مواجهة التحديات العصيبة ومسابقة ركب التقدم بالعلم والمعرفة كل مأمن شأنه بناء مواطن صالح يشارك قيادته في صنع القرار على مختلف الأصعدة وفق ما أتيح له من امكانيات وقدرات .
يمتلك وطني العزيز شريحة واسعة من سواعده المخلصين الذين يعملون على مدار الساعة وبورديات متواصلة لأجل النهضة والتطوير ومسابقة مراحل النمو المتصاعد بحس وطني كفل لنا الرخاء والأمن على أولادنا وممتلكاتنا وتحقيق تطلعاتنا والدفاع عن وطنا برؤية علمية شعارها "المليك ثم الوطن".
تجاوزنا أغلبية الدول ببراعة القرار وقيادة الأزمات وحل الخلافات وأصبح وطنا محل تقدير المجتمع الدولي وحضوره على قائمة الدول محوراً أساسي لما تتمتع به القيادة الحكيمة من ثقلٌ سياسي كبير كان فيصلاً في معظم القضايا الدولية.
منجزات تاريخية وسجل حافل بالانجازات العظيمة هيأتها قيادتنا لأجل المواطن إلا أن فئة قليلة من مجتمعنا حرمت من نعمة البصيرة والعقل ولم تدرك مانحن فيه الآن وما كان عليه الآباء والأجداد ويتفاخرون بماض زهيد مرعب تهتك به الأعراض وتيتم به الأسر وتسفك به الدماء ونجدهم يتفاخرون بأن فلان قتل فلان إلا يدركون أن قتل النفس بغير حق جرم وكفر ومصير القاتل النار .. هؤلاء حرموا من العلم وكبدوا الدولة خسائر كبيرة من خلال الإنفاق على الصروح التعليمية التي أوجدت لأجل المعرفة وإنارة طريقهم من جهل مظلم إلى منارات العلم والمعرفة والتفقه في دينهم وحقوقهم وأمنهم ورغد عيشهم إلا أن الانتماء القبلي يتغلغل في أجسادهم وأرواحهم قبل الانتماء للوطن وأبت قريحتهم إلا يعودوا إلى العصور الأزلية وأحياء النعرات القبلية والتطاول على أعراض وشرف الآخرين بالتهكم والسخرية والاحتقار والقذف وإشعال الفتنة من خلال بث مقاطع مرئية بالصوت والصورة والتطاول على خصوصيات الناس بل وصل الأمر إلى التهديد وبالويل والثبور حتى وصل التهديد إلى مراحل النحر والقتل أن لم تتحقق مأربهم وكأنهم في كوكب آخر فاقدي الشرعية والبيعة والولاء والطاعة لولي الأمر.
عجيب أمر هؤلاء .. يناموا تحت رعاية ومضلة وأمن بلدهم آمنين على ممتلكاتهم وأعراضهم وحقوقهم وفي نهاية كل شهر يدلفوا إلى مكائن الصراف الآلي ويقتاتون من خيرات بلادهم ولا ينظرون إلى هذه النعمة العظيمة التي كفلتها لهم دولتهم وفي المساء يجتمعون ويصدرون بيان "القبيلة" !!
أي قبيلة ياسادة ياكرام .. أين العقل والتدبر .. وجهاء ورموز في مقدمة السفهاء تجدهم يترززون أمام الفلاشات والمقاطع الصوتية والمرئية فأصبحوا قدوة للجيل الصاعد ومدرسة عنصرية مقيتة تثير الفتنة والحقد والبغضاء وتزرع الشر وتعدى على خصوصيات الآخرين بجهل وظلم.
إلا يدركون أن التشهير بالآخرين والتهكم والسخرية من خلال قنوات التواصل والنشر الإلكتروني من جرم النشر الإلكتروني يقع ضمن العقوبات المنصوص عليها بالنظام .
أدرك أن قيادتنا الرشيدة لن تتجاهل مهاترات هؤلاء السفهاء وأن كل مابث وروج له سوف يطالة العقاب والحساب .
قال تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً. الآية .
جاء عن الزبير بن العوام رضي الله عنه وجماعة من السلف في هذه الفتنة أنهم قالوا: (ما كنا نظن أنها فينا حتى وقعت) وكانت بسبب مقتل عثمان رضي الله عنه فإن قوما جهلة وظلمة وفيهم من هو متأول خفي عليه الحق واشتبهت عليه الأمور فتابعهم حتى قتلوا عثمان رضي الله عنه بالشبه الباطلة والتأويلات الفاسدة ثم عمت هذه الفتنة وعظمت وأصابت قوما ليس لهم بها صلة وليسوا في زمرة الظالمين وجرى بسببها ما جرى بين علي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه وما حصل يوم الجمل ويوم صفين كلها بأسباب الفتنة التي وقعت بسبب ما فعله جماعة من الظلمة بعثمان رضي الله عنه فقام قوم وعلى رأسهم معاوية بالمطالبة بدم القتيل عثمان رضي الله عنه وطلبوا من علي رضي الله عنه وقد بايعه المسلمون خليفة رابعا وخليفة راشدا تسليمهم القتلة وعلي رضي الله عنه أخبرهم أن المقام لا يتمكن معه من تسليم القتلة ووعدهم خيرا وأن النظر في هذا الأمر سيتم بعد ذلك وأنه لا يتمكن من قتلهم الآن وجرى من الفتنة والحرب يوم الجمل ويوم صفين ما هو معلوم حتى قال جمع من السلف رضي الله عنهم منهم الزبير رضي الله عنه: إن الآية المذكورة نزلت في ذلك. وهذه أول فتنة وقعت بين المسلمين بعد موت نبيهم عليه الصلاة والسلام فأصابت جما غفيرا من الصحابة وغير الصحابة وقتل فيها عمار بن ياسر وطلحة بن عبيد الله وهو من العشرة المبشرين بالجنة والزبير وهو من العشرة أيضا وقتل فيها جمع غفير من الصحابة وغيرهم في الجمل وفي صفين بأسباب هذه الفتنة.
وتقع الفتنة أيضا بأسباب الشبهات والشهوات فكم من فتن وقعت لكثير من الناس بشبهات لا أساس لها كما جرى للجهمية والمعتزلة والشيعة والمرجئة وغيرهم من طوائف أهل البدع فتنوا بشبهات أضلتهم عن السبيل وخرجوا عن طريق أهل السنة والجماعة بأسبابها وصارت فتنة لهم ولغيرهم إلا من رحم الله.
وطريق النجاة من صنوف الفتن هو التمسك بكتاب الله وبسنة رسوله عليه الصلاة والسلام كما روي ذلك عن علي مرفوعا تكون فتن. قيل: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم..)) الحديث. والمقصود أن الفتن فتن الشهوات والشبهات والقتال وفتن البدع كل أنواع الفتن - لا تخلص منها ولا النجاة منها إلا بالتفقه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعرفة منهج سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم ومن سلك سبيلهم من أئمة الإسلام ودعاة الهدى.
وجميع ما يقول الناس وما يتشبث به الناس وما يتعلق به الناس في سلمهم وحربهم وفي جميع أمورهم - يجب أن يعرض على كتاب الله وعلى سنة رسوله عليه الصلاة والسلام قال جل وعلا في كتابه الكريم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا[8] يعني أحسن عاقبة هذا هو الطريق وهذا هو السبيل فالرد إلى كتاب الله هو الرد إلى القرآن الكريم والرد إلى الرسول هو الرد إليه في حياته عليه الصلاة والسلام وإلى سنته الصحيحة بعد وفاته عليه الصلاة والسلام.
نسأل الله أن يهدي مجتمعنا جميعا للتمسك بكتاب الله وأن يجمعهم على الحق والهدى وأن يعينهم على طاعة الله ورسوله وأن يعيذهم من مَنْ بينهم من الأعداء والمنافقين المحاربين لله ورسوله الذين يدعون إلى ضد كتاب الله وإلى ضد سنة رسوله عليه الصلاة والسلام وأن يوحدوا صفهم وينبذوا مصادر الفتن ويكونوا في خندق واحد للدفاع عن وطنا ومقدساته وممتلكاته لاسيما أننا في مرحلة أحوج بالالتفاف حول قيادتنا وتقديم أرواحنا وممتلكاتنا فداءً لوطنا في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وولي ولي العهد.
- أمير منطقة الجوف يستقبل سفير الهند لدى المملكة
- «الغذاء والدواء»: منتجات «شبيه» الأجبان والألبان والحليب «آمنة».. تخضع للوائح والمواصفات
- وزارة الحج: تجنبوا الحملات الوهمية والمواقع المزيفة عند التقديم
- الأفضلية لغيرك.. لوحة “المثلث المقلوب” التحذيرية في إيضاح لهيئة الطرق
- 6 فوائد صحية للمشي.. يرسم ملامحها “مستشفى حراء العام”
- جدة.. القبض على شخص أساء للذات الإلهية ووثق ذلك ونشره
- أبعاد حسية ومعنوية.. “الزعاق”: رمزيات الجمال عند العرب مأخوذة من الطبيعة وأهمها القمر
- محافظ بيشة يفتتح مزاد الجنوب للإبل في نسخته الثالثة
- مدير هيئة الهلال الأحمر بالجوف يزور محافظة طبرجل ويلتقي ببعض القيادات
- تكفي شريحة واحدة.. تناوُل كميات زائدة من البطيخ قد يكون مميتًا في هذه الحالات
- الحج: أداء العمرة يمكن من أي مكان بأي تأشيرة
- تنبيه من الدفاع المدني بشأن تجمعات المياه
- أبرزها الإجازة المرضية.. الصحة توضح أبرز 5 إجابات للمستفيدين
- طقس المملكة الخميس.. أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- “جود بخاري” تحقق أول برونزية سعودية في البطولة الآسيوية للبلياردو
المقالات > بيان القبيلة !!
بيان القبيلة !!
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/2963862/
التعليقات 18
18 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
هديان الرشيدي
30/08/2015 في 11:18 م[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك ابو عبدالله.
دايم مبدع. وراقي بإسلوبك
اعطاك الله العافيه
(0)
(0)
ابراهيم ابن هديبان
30/08/2015 في 11:19 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك وسلمت اناملك نعم هاكذا الوطنيه والاعتدال
(0)
(0)
ابو احمد
30/08/2015 في 11:20 م[3] رابط التعليق
لا فض فوك والادهى من ذلك ان هناك من يجهل باحكام الدين وعميت بصيرتهم ويبرر ان مايحدث درءا للفتنه (الا في الفتنة سقطوا)
(0)
(0)
عصفور الجنه
30/08/2015 في 11:34 م[3] رابط التعليق
لا فض فوك دائما في الصميم بشير الرشيدي
(0)
(0)
حكيم ياشييييخ
30/08/2015 في 11:43 م[3] رابط التعليق
عواااااااااافي
(0)
(0)
مبارك
30/08/2015 في 11:48 م[3] رابط التعليق
مشرف رعاك الله كاتبنا الكبير أتمنى لك التوفيق
(0)
(0)
أبوعبدالرحمن
31/08/2015 في 12:46 ص[3] رابط التعليق
ألاسلام ينبذ العنصرية المقيته ونحن في حاجة ماسه لتكاتف ابناء الوطن
ضد الاعداء من الخارج فكيف ان حدث هذا من ابناء الوطن نغسهم الله المستعان
(0)
(0)
ابو باسم
31/08/2015 في 1:26 ص[3] رابط التعليق
سلمت يداك أستاذ بشير
دائم مبدع ومتميز
في الصميم
أتىكوها انها لتنه
(0)
(0)
موسى سويلم الشويلع
31/08/2015 في 2:55 ص[3] رابط التعليق
يعطيك العافيه
ياستاذ بشير دايم مبدع
(0)
(0)
Nawaf3300n
31/08/2015 في 2:58 ص[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك ياراعي القلم الرنان ابداع بالكتابه واسلوب راقي واجمل من تعابيرك الاستدلال بكتاب الله وسنة نبيه صل الله عليه وسلم
سلمت ايهو الكاتب الكبيرررر من المعجبين بقلمك ياستاذ بشير
(0)
(0)
غير معروف
31/08/2015 في 8:04 ص[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك
(0)
(0)
ابراهيم 55
31/08/2015 في 2:00 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك وحفظ الله بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
(0)
(0)
زائر
16/02/2019 في 1:16 م[3] رابط التعليق
أن الفتن فتن الشهوات والشبهات والقتال وفتن البدع كل أنواع الفتن – لا تخلص منها ولا النجاة منها إلا بالتفقه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعرفة منهج سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم ومن سلك سبيلهم من أئمة الإسلام ودعاة الهدى.
ماذا أقول عن هذه الشخصيّة الرائعة ..
فالكلمات والعبارات لن توفيه شئ من حقه ولو بجزء بسيط عن ما قدم.
(0)
(0)
عبدالعزيز سعود
16/02/2019 في 1:18 م[3] رابط التعليق
أن الفتن فتن الشهوات والشبهات والقتال وفتن البدع كل أنواع الفتن – لا تخلص منها ولا النجاة منها إلا بالتفقه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعرفة منهج سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم ومن سلك سبيلهم من أئمة الإسلام ودعاة الهدى.
ماذا أقول عن هذه الشخصيّة الرائعة ..
فالكلمات والعبارات لن توفيه شئ من حقه ولو بجزء بسيط عن ما قدم .
(0)
(0)
زائر
16/02/2019 في 3:21 م[3] رابط التعليق
ناصر العميري
بيض الله وجهك وسلمت يمينك مقال رائع وانت متميز دائماً
(0)
(0)
زائر
19/02/2019 في 12:21 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيك يااستاذ ابوعبدالله انت دائما مبدع ومتالق ومميز أسأل الله لك التوفيق اخوك مطر السويلم
(0)
(0)
زائر
19/02/2019 في 12:22 ص[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)
بيض الله وجهك يابوعبدالله وماهي غريبه منكالعلم الغانم تحياتي
09/03/2019 في 8:52 ص[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)