عندما يقبل القضاء أن يفتح أوراق لقضايا ما يسمى بـ»عدم تكافؤ النسب» ففي هذا تصريح قانوني بأن الأنظمة تدعم العنصرية وتوافقها، ولو كان من البداية قد قام القضاء بمعاقبة كل من يحاول إثارة النعرة العنصرية عن طريق المحاكم، لما تجرأ العنصريون إلى ما وصلوا إليه، فقد تطاولت العنصرية إلى حد القتل ولعل قصة الشاب الذي قتل شقيقته لأنها أرادت أن تتزوج برجل من غير جنسيتها ليست ببعيدة ففصولها كانت قبل ثلاثة أشهر فقط!
أما ما حدث مؤخرًا وليس آخرًا، من قصة (رشيدي يتزوج حربية) فقد وقف العنصريون موقفًا مخزيًا أن يحدث في القرن العشرين، وكان الأولى بالجهات الأمنية أن تتحرك ضد هؤلاء المجرمين الذين أرهبوا الفتاة وأسرتها، وجعلوا من تويتر منصة لترويج هذه النعرات التي تحدث على مرأى الجميع وهم في حالة اطمئنان تام بأنهم لن يُحاسبوا!
حقيقة لا أدري إلى أي مدى قد تصل العنصرية بنا في ظل عدم وجود مكافحة صريحة لها، ومن المعروف أن العنصرية هي عنوان المجتمعات المتخلفة، وتركها تستفحل بين الأجيال هو تكريس للتخلف المتوارث، ولا أرى أن لدينا صفات شكلية أو جسمانية نخشى عليها من الانقراض نتيجة التصاهر مع شعوب أخرى أوحتى مع أشخاص من نفس البلد، فليت عنصريتنا تقف على الحدود الجغرافية، بل المصيبة الأكبر أن عنصريتنا في الداخل قبل الخارج. هذا المشهد يجعلني دومًا أتساءل: ما هي الصفات الوراثية التي يُخشى عليها أن تتغير؟ نحن لا نملك سوى أسوأ أنواع البشرة نوعية ولونا، وتصبغات مشينة في المفاصل، وعيوننا ليست خضراء ولا زرقاء لنخشى على صفاتنا الجينية أن تتغير أو أن يندثر هذا «العرق» الفريد من نوعه، فما هي دواعي هذه العنصرية الغريبة؟
العالم يتغير، والعنصرية صارت جزءًا من ماضي الشعوب التي ودعت التخلف، ونحن ما زلنا نعيشها بكل أنواعها، بل ويتفاخر المجتمع بها على العلن، مع أننا مجتمع مسلم، والدين الإسلامي انبثق محاربًا للعنصرية قائمًا بثورته التنويرية ضدها، قد جعل البشر متساوين في كل شيء على أساس إنسانيتهم. فمتى سنطبق الدين الإسلامي بشكل صحيح؟ ومتى سنكف عن العبارات الإنشائية والادعاءات الشكلية في ممارسة الدين ونحن في هذه الممارسات أبعد الناس عن جوهره؟!
كيف نطالب فئات معينة في المجتمع بأن يكون ولاؤهم الكامل للوطن وهم يشعرون بالتمييز والعنصرية ضدهم؟ في وقت نحن نعيش فيه كل أنواع العنصرية سواء بشكل مباشر في التعامل الشخصي، أو بشكل غير مباشر من خلال شروط دون مسببات منطقية، كتلك التي تحدث بين الحين والآخر من قضايا سواء عبر المحاكم أو عبر الحملات القبلية التي يقوم بها فئة «جاهلة» في المجتمع تحتاج إلى قانون صارم يعيدها إلى الدرب القويم.
إن استمرار هذه العنصرية دون ثورة حقيقية توقفها، وقوانين صارمة تردعها ستزيد من حالة الجهل والتخلف الذي نعاني منه سواء كنا نشعر بوجوده أو لا نشعر!
سمر المقرن
الجزيرة
التعليقات 34
34 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
Awad
15/08/2015 في 3:20 م[3] رابط التعليق
معده سالفه
(0)
(0)
الحميدي
15/08/2015 في 3:23 م[3] رابط التعليق
صحيح ان فيه محاكم حدث فيها الطلاق بين زوجين بسبب عدم تكافوء نسب في بلدنا مهبط الاسلام وقبلة المسلمين ودولتنا اللي تحكم في شرع الل
فهل يعقل ان يقع في بلادنا مثل ذلك ونحن منبع الاسلام مثل ماحدث
اتمنى من ولاة امرنا في هذا البلد وضع حد لمثل تلك المهازل وردع مثيري النعرات القبلية وضمان وحدة الشعب
(0)
(0)
قاسم
15/08/2015 في 5:42 م[3] رابط التعليق
مقال جوهري
تسلم اناملك
(0)
(0)
الفاهم
15/08/2015 في 5:53 م[3] رابط التعليق
كلام قمه الروعه … كلام وجيه
(0)
(0)
البراك
15/08/2015 في 7:09 م[3] رابط التعليق
ونعم كلمة الحق يا سحر
(0)
(0)
ابو اللطف
15/08/2015 في 7:57 م[3] رابط التعليق
نعم نحن نعيش التخلف والعنصريه بكل اشكالها الوقحه والدليل على ذلك انهم لا يرجعون إلى كتاب الله وسنه نبيه
ملا يرجعون الامر إلى قال الله ورسوله
(0)
(0)
عبدالرحمن الرويضي
15/08/2015 في 8:01 م[3] رابط التعليق
سمر المقرن طرقت ماﻻتستطيع ان تطرقه كثيرت من اﻻقﻻم دونت بحبر قلمه مشكلة العنصريه التيقد تعصف ان ام يتصدى لها النظام بالمجتمع وعواقبها وخيمه شكرا سمر المقرن
(0)
(0)
عابر سبيل
15/08/2015 في 8:06 م[3] رابط التعليق
اقول
خليك فى المطبخ واتركي علوم الرجال لرجال
والغيره على العرض من الدين
(0)
(0)
المبخ
15/08/2015 في 8:18 م[3] رابط التعليق
المطبخ صار للر جال مثلك يالعنصرى المتخلف
(0)
(0)
بدر
15/08/2015 في 8:19 م[3] رابط التعليق
مقال راقي جداً وحضاري اهنيك عليه وربي يفتح عليك الخير
(0)
(0)
احمد بن عبدالعزيز
15/08/2015 في 9:21 م[3] رابط التعليق
ما شاء الله تبارك الله
اهنئ الاخت كاتبة المقال على هذا الطرح الرائع
قال تعالى( ان اكرمكم عند الله اتقاكم )
اعتقد ان من يريد لابنته العلو والقرب من الله ان يزوجها رجل يتقي الله لا ينظر لنسبه او ماله او منصبه
وصلى الله وسلم على نبينا وسيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمدلله رب العالمين .
(0)
(0)
gugu4g@hotmail.com
15/08/2015 في 9:28 م[3] رابط التعليق
مقالك يعتمد على التقليل والتحريض واثارة الفتنه ضد القبيله التي رفضت الزوج اكثر من اعتماده على التالف والحمه الوطنيه وبه انتقاص من حق القبيله التي قامت برفض العريس وايضا انتقاص بحق الشعب السعودي ب أكمله عندما سطر قلمك هذه الجمله … هذا المشهد يجعلني دومًا أتساءل: ما هي الصفات الوراثية التي يُخشى عليها أن تتغير؟ نحن لا نملك سوى أسوأ أنواع البشرة نوعية ولونا، وتصبغات مشينة في المفاصل، وعيوننا ليست خضراء ولا زرقاء لنخشى على صفاتنا الجينية أن تتغير أو أن يندثر هذا «العرق» الفريد من نوعه، فما هي دواعي هذه العنصريه الغريبه؟؟؟
وايضا وصفتي افراد وشيوخ القبيله بالعنصريه وبالجهل وبالاجرام وبالتخلف وبارهاب الفتاه هل يوجد لديك ادله عندما يتم رفع دعوى قضائيه ضدك من قبل شيخ قبيلة حرب ام ستطالبين بايقاف تكافؤ النسب …؟؟؟؟؟؟ ام ستقولين حرية راي ولو تحدثنا عن الحريه يحق للقبيله تزويج من شاء ورفض من تشاء دون اخذ الاذن منك ؟فما دواعي هذا الهجوم الغير مبرر ؟؟؟؟؟؟؟
(0)
(0)
أحمد
17/08/2015 في 3:41 م[3] رابط التعليق
يبدو لي انك انسان عنصري او أعور تنظر بعين واحده وتفسر المووع لمصالح شخصيه وكان الكاتبه الشجاعه لاتتكلم عن واقع يعيشه بعض شيوخ الفتن الغير معترف فيهم من قبيلة حرب باثارة النعرات القبليه داخل المملكه العزيزه ربما بإيعاز من دول خارجيه !! واللا ما شأنهم ان يتدخلوا بحرية الفتاه وأهلها التي كفلتها لهم الشرعه والدوله في ظل حكومتنا الرشيده لابد من محاسبتهم هذا ما يطالب فيه ليس الكاتبه فقط بل كل انسان لديه حس انساني على الكره الطارضيه !!
(0)
(0)
gugu4g@hotmail.com
15/08/2015 في 9:53 م[3] رابط التعليق
كلامك عنصري وفيه سب للقبيله وسب لبنات المملكه وصفهم بالركبه المصبغه ياعنصريه يعني انتي احسن منهم
(0)
(0)
أحمد
17/08/2015 في 3:46 م[3] رابط التعليق
يبدو لي انك انسان عنصري او أعور تنظر بعين واحده وتفسر الموضوع لمصالح شخصيه وكان الكاتبه الشجاعه لاتتكلم عن واقع يعيشه بعض شيوخ الفتن الغير معترف فيهم من قبيلة حرب باثارة النعرات القبليه داخل المملكه العزيزه ربما بإيعاز من دول خارجيه !! واللا ما شأنهم ان يتدخلوا بحرية الفتاه وأهلها التي كفلتها لهم الشريعه والدوله في ظل حكومتنا الرشيده لابد من محاسبتهم هذا ما يطالب فيه ليس الكاتبه فقط بل كل انسان لديه حس انساني على الكره الطارضيه !!
(0)
(0)
اااااا
15/08/2015 في 10:09 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك
(0)
(0)
محمد الحياني
15/08/2015 في 10:37 م[3] رابط التعليق
كلام في قمة الروعة
(0)
(0)
ابوعبدالعزيز
15/08/2015 في 11:07 م[3] رابط التعليق
كﻻم رايع وحقيقي وعين الصواب
كما ارجو من بعض القضاة ان ﻻيقدم كﻻم الله ورسوله على اجتهاد راي فالحجه القطعيه ﻻيجوز ان يعارضها راي عالم او مجتهد فابعض القضاة يقدم ااراي على كﻻم الله ورسوله
وهذا ﻻيجوز شرعا
(0)
(0)
المشعل
15/08/2015 في 11:44 م[3] رابط التعليق
كلام جميل ياسمر نعيش قمة التخلف والعنصريه التي ما انزل الله بها من سلطان
(0)
(0)
محمد
15/08/2015 في 11:46 م[3] رابط التعليق
هذا اصحيح
(0)
(0)
محمد
15/08/2015 في 11:47 م[3] رابط التعليق
هذا الصيح
(0)
(0)
سعد
16/08/2015 في 12:03 ص[3] رابط التعليق
شكرا ،، سمر
(0)
(0)
خلك معي
16/08/2015 في 12:31 ص[3] رابط التعليق
انت خبيث لونك رجال ماقلت خلك في المطبخ العلم نور
(0)
(0)
ابوفيصل
16/08/2015 في 1:00 ص[3] رابط التعليق
شكرآ سمر
كلامك قمة الروعة وفعلا المفروض الدوله تتصدى لكل عنصري جاهلي
(0)
(0)
علي الروقي
16/08/2015 في 2:16 ص[3] رابط التعليق
كلام راقي افهمو يا قوم دمرتنا العنصريه المقيته اعادونا لعصر الجاهليه يجب ان نرتقي وإن نتعايش مع بعضنا البعض المشكله يحملون أعلى الشهادات ومازالت فيهم رواسب الجاهليه والماضي السحيق
(0)
(0)
ام ريان
16/08/2015 في 2:36 ص[3] رابط التعليق
جبتي التايه اخت سمر
نحتاج الى قانون دولة صارم يوقف المهزلة والتخلف الحاصل عندنا
(0)
(0)
ابراهيم 55
16/08/2015 في 10:40 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل ووضع النقاط علي الحروف ..
(0)
(0)
ابن العراديه
16/08/2015 في 11:04 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله
مقال بالصميم واهنيك من كل قلبي كتبتي فأصبتي.
(0)
(0)
عبدالمجيد
16/08/2015 في 4:33 م[3] رابط التعليق
كلام جميل وفي قمة الأدب الله يكثر من امثالك استمري في الكتابه في هذا الموضوع
(0)
(0)
السهم الملتهب
16/08/2015 في 11:01 م[3] رابط التعليق
لو لم يتدخل ولاة الامر في إيقاف الزواج لكانت فتنه وانتي بهذه المقال تحاولين اثارة الفتنه من جديد
(0)
(0)
البطل اصامت
17/08/2015 في 1:57 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساء الخير
(0)
(0)
غير معروف
17/08/2015 في 8:41 م[3] رابط التعليق
مقال جميل لكن فيه مغالطات واضحة. لون و طبيعية بشرتنا جميلة و الأهم أننا لا نصاب بحروق شمس و لون أعيننا جميل فهو بني داكن بالعادة. لو نظرتي بعين ناقدة لمعايير الجمال الأوربية التي تبجلينها و التي تعني بالضرورة سمو العرق القوقازي الأبيض لأدركتِ أن مقالك فيه ايحاءات عنصرية أيضًا. و أحب تذكيرك بأننا في القرن الواحد و العشرين و ليس القرن العشرين مع أن هذا خطأ مطبعي على ما يبيو!!
(0)
(0)
الشيباني
30/08/2015 في 5:05 م[3] رابط التعليق
كلام جميل جدا وشكراً جزيلا
(0)
(0)
فهد العبدالكريم
14/12/2015 في 8:29 ص[3] رابط التعليق
اوافقك الرآي تماما وجميع البشر سواسيه لكن لا يعجبني تغزلك بذوي العيون الزرقاء والخضراء يبدوا أن نظرتك للامر سطحيه وشكليه يتميز فيها اصحاب العيون الزرقاء والحضراء عن غيرهم من البشر
(0)
(0)